عذب الكلام وحلاوة اللسـان ـ
بحثت عن السعادة ,وعن مصدرها وعن مكوناتها , ليس هنالك سعادة بدون عناء وكد وتعب , لو خليت كل متاعب الدنيا لأصبح الأنسان ضالاً في نفسه,
وألا كيف سيوضع في اختبارات لتوصله لبنيان هيكل أساسي , الذي هو يصدر أرقاما قياسية ليضع حدا فاصلا لكل امرئ يفهم واجباته ودوره في الحياة .
قد يعشق كل من ملأ ناظريه في مبدعات هذا الكون , نظرة الماضي والحاضر والمستقبل , مستقبل آت وماذا يحمل هذا المستقبل من مفاجآت , ومن ينتظر شيئا ينتسب له ويُنتسب اليه فعليه ان ينظر من الناحية التي تناسبه , فيبني آمالاً تكسر كل قيد أو شر , قد يسيء لصاحب العنصر المتمتع بوجدانية هذه الحياة القاسية , اي أنت المسؤول والملتزم لشق طريق متفرعة لعدة اتجاهات , ليتعرف كلُ منا على الناحية المنتسبة له . ومن هذه النقطة تقع في فخ , ربما تكون سعيدا او ربما تكون تعيسا , بالامكان ان تجعل هذه الفخ مرآة تعكس قساوة الحياة بالروح الجميلة التي وهبنا الله اياها بعذب الكلام وحلاوة اللسان , ومن هنا مفتاح السعادة , نابع من شبح الحياة , الشبح الذي يجعل من انسان مستقيم متوازن مع نفسه ومع غير المسالم ليس متعاليا ومتخاذلا على الحق , الحق الذي خفيت عنه الحقيقة وقضت على المظلومين والأبرياء , وبات الظلم والعنف قد تخطى كل معالم الروح الانسانية , وسار في نهج ودستورية عمياء , التوازن النفسي والعقلي والروحي ينطبق على كل المقاييس الوجدانية ,أشبه بدوران الشمس على الأرض كلما دارت وتمركزت على شيء , كان هذا عنصر أساسي لنضوج حكمة صادقة تلقائياً لمصدر معين , نابع للخير والعطاء وحب النفس بمعنى عام , كما يحب ذاته يحب لأصحاب العلاقة التي تربطه بهم أم لا بشتى المقاييس هذا هو التركيب البشري وهذا هو مُندفق الحياة , لأصحاب العقول النيرة والمتوازنة , لمجتمع هو مركز مستمد وثمرة ناضجة تناسب كل ذوق معين , يغذي أفئدة جافة وعطشى من لوعة القهر والظلم والعدوان . من هنا تولد طاقات تشحن عامليها لأداء وظائفهم على ما يرام , احياناً العقل الباطني يفرض فسيولوجيته للعقل الواعي للانقياد لأخطاء وعقبات, أو ربما العكس , اذا كان كذلك يسهل علينا الأمر للتكيف والانسجام بالامور الصعبة , هي تصبح صعبة اذا أردنا ان نرى الدنيا صعبة , واذا أردنا أن نراها بعكس ذلك تصبح جميلة وممتعة . كيف أصبح سعيداً؟ بحثت عن السعادة في المال والجاه لم أجدها , بحثت عنها بجميع مكيفات الدنيا ولم أجدها , لأني سأظلم يوماً على يد صانعيها , فلو بحثت عنها على يد مبدعها لوجدتها ضيائي ونوري تحلق فوق ربوع كل من أحبها على حب خالقها بشتائها وصيفها , الحياة تصبح جميلة لو تأملنا مبدعات الكون ومن سخرها لنا , تأملت الشمس وسرقت منها شعاعها , وتأملت القمر وسرقت منه ضوءه , وتأملت النهار وسرقت منه بهاءه , وتأملت الليل وسرقت منه سكونه, وتأملت السماء وسرقت منها نجومها , وتأملت الارض وسرقت منها طيبها , وتاملت البحر وسرقت منه موجه , ثم احتفظت بهذه المنتوجات وأطلقت عليها اسماً يناسبها لتكون مدرار خير وسعادة , وارتشيت من ناظريها مر ماضيها وراعيتها لتكون لهم عبق المستقبل الجميل.