ابو سارة الحديثي المشـــــــرف العام
عدد الرسائل : 1061 العمر : 40 العمل/الترفيه : موظف المزاج : الحمد لله ...مزاجي عالي ... الاوسمــة : المهنة : sms : علمتي الحياة ان ابتسم في الوقت الذي ينتظرني فيه الاخرون ان ابكي تاريخ التسجيل : 12/04/2008
| موضوع: بغداد ياعاصمه التأريخ الخميس أبريل 24, 2008 12:02 pm | |
| عاصِمَةَ التاريخ يــا عـاصِمَةَ الـتاريخِ مـاذا دهـاكِ ياعاصِمةَ التاريخِ في الفجرِ تسكُنكِ الأشباح وعلـى بابـيكِ يقِـفُ كُـلَ حينٍ سـفاكٌ وذبـاح فينسلُ إليـكِ ما بينَ قُضبـانِ الليل الفُ سفاح يخطِفـونَ الـنومَ مـِن عينكِ ويقتـِلونَ الأفراح فجَسَدٌعلى دَكَةِ العُمرِيُنحَر وجَسدٌ تكسوهُ جِراح أجسادٌ ما زالت في رونَقِها تَهجُرُها الأرواح وجَفى على صَدرِ الفُراتِ لِواكِ يــا عـاصِمَةَ الـتاريخِ مـاذا دهـاكِ * * * ياعاصِمةَ التاريخِ أصبحتِ تقتاتينَ على الأسماء صباحُ الخيرِ ياعاصِمةً والخيرُ فيكِ يعيشُ بدماء أيـنَ تاريخُ المُلوك أين قُصورٌ تسكُنُها الخُـلفاء عـاصمةُ الـتاريخِ تغـفو بلا فجـرٍ وبـلا رداء تنامُ على قتلٍ وتستـفيقُ عـلى أجداثٍ وأشـلاء فـأينَ الشُـموخُ تنعَـميـنَ بــهِ وأيـنَ الكِبـرياء وغفى جفن الفرات على أسراب ضحاياك يــا عـاصِمَةَ الـتاريخِ مـاذا دهـاكِ * * * ياعاصِمةً تُـعـرَضُ عـلى أشـرِعَةِ الصيادين ورسَــت عـلى أظُلعِـها سيـاطُ الجـلاديـن أجسادُكِ لم تجَد من يُنقِذها مِن بينِ السفاكين فأخذَت تحُلمُ أن يعـودَ مِصباحُ علاءِ الدين وصُبحُ البلابِلِ يتراقصُ بينَ الأزهارِالبساتين وتختُمُ شهرزادُ حكايتَنا وتُغِلقَ كتابُ السلاطين تشققت أشرعة الصيادين تحت قدماك يــا عـاصِمَةَ الـتاريخِ مـاذا دهـاكِ * * *
يـاعاصِمةَ التـاريخِ قـتلوكِ وحمـَلونا ما فعلوا قـتلوك والسكينُ في جـسدكِ لا زالَ مُـختَزَلُ قـتـلوكِ لـيلاً وفي الفجـرِ أفـواجاً للعزاءِ أقبلوا قتلوكِ وأنتِ مازِلتِ عروساً بجِفنِ اليلِ تكتحِلُ ياعاصِمةً أباريقُ الخمرِ بلا سُكرٍ فيها تكتَمِلُ وأحـفـادُ أبـي جَهـلٍ عـلـى جـسـدِكِ يحـتَفـِلوا شـمـَمتُ الوجودَ نسيمَاً مِن ثراكِ يــا عـاصِمَةَ الـتاريخِ مـاذا دهـاكِ * * *
يـا أرضَ الجِـنانِ ماذا حَـل بأشجـاركِ والغُـصون بالأمسِ كانَت عُيـونُنا تَسهَرُ على أعوادِ الزيزَفون واليـومَ يسـهَرُ الـليلُ مُسـترسِلاً على أناتٍ العُيون غـارت أنـوارُكِ بينَ بينَ الرُكام وسكَتَ العازِفـون عُشـاقُ الجـِنانِ عـنكَ بتـَعجُبٍ أصبحـوا يتسائلون يانشـوَةَ العِشقِ لكُلِ مُتيمٍ ياصوتَ الشُموخِ الحنون أصبحت تحملين على كفيك موتاك يــا عـاصِمَةَ الـتاريخِ مـاذا دهـاكِ * * *
ياعـاصِمةَ التـاريخِ بُكـاءُ الزمانِ عليكِ طويلُ و قـُرأنُ الـله يـَُرتـَلُ علـى جـسدِكِ تـرتـيـلُ يا من ترينَ ظُلمَ العِدا مع عزكِ حلواً وجميلُ قِـلبوا أوراقي ستـشهدونَ فيها دما قانيا يسيلُ وستجِدونَ تحتَ طياتِ كُلِ حرفٍ جريحٌ وقتيُل وذا حـديثُ الخـافقـيـنِ يعـلوا في الدُنا ويـقـول تارخ أمسك الزاهي يبكي وينعاك يــا عـاصِمَةَ الـتاريخِ مـاذا دهـاكِ * * *
يـا عاصِمـةً الـتاريـخِ أيـنَ الـقِـبابُ والـمأذْن وعـلى أي ِ ضفََةٍ يقبَـعُ عِشقُ ربـاب ومازنْ أينَ طِفلٌ يلعَبُ أمامَ بيتِهِ مِن غْدرِ العِدا أمنْ ياعاصمة التاريخ نحن أبنائك ومازلنا نراهنْ ستـعود مـورقةً أيامك وسيعود صبحك الفاتن فإلى ذلِكَ اليوم إبقى تحتَ المْوتِ أيُها المواطِن ودمع الفرات جف على وجنتاك ياعاصمة التاريخ ماذا دهاك يــا عـاصِمَةَ الـتاريخِ مـاذا دهـاكِ * * * يا أُم أئِمتِنا مِن نخيلِكِ غِذائي ومِن فُراتِكِ مرضعِ ومـِن تُرابـِكِ مـِدادُ جُـذوري ومِن أطرافـِكِ منبَعِ فقبلَ أن أنتهي على أنفاسِكِ أكتُبي يا بغدادُ مطلع رسمُكِ على كفي وصوتُكِ يجولُ خافِقاً في مسمَعِ يامُطوقَةً بعينِ الله أصمُدي على الأذى ولا تخشعِ واحبـسي الدمْـعَ وإنْ كُـنتِ كُلَ يـومٍ في مصرعِ ياعاصمة عيش على جمر مقلتاك يــا عـاصِمَةَ الـتاريخِ مـاذا دهـاكِ * * * ذِئابُ اليلِ شَهرَت أنيابَها تُمزِقُ أشلائكِ تعتَزِمُُ وفيـكِ ساسَةُ القومِ بـلا أمـرٍ غـدوا يختـَصمُوا طُلقاءُ الأمسِ عادوا بعدَ ذُلِهِم مِن أقرانِك ينتَقِمُ وها قَد بدأت نيرانُ حِقِدهم على مُحياكِ ترتَسِمُُ فغدوتِ مَقبرَةً على قُبُورِها أجسادُ الشَعبِ تزدَحِمُُ والموت ظامئا فوق نبعك يأبى ان يرتوي او ينفطمُ قولي أي جرح هذا الذي أعياك يــا عـاصِمَةَ الـتاريخِ مـاذا دهـاكِ * * *
يـنزِفُ الـليلُ عـليـنا شظـاياً مِن ألـواحِ الظـلام ويورِثُ المساءُ للصباحِ أجداثاً على الطُرقاتِ تنام لغَموا الأشجار فقُتِلت في أعشاشِها طُـيور السلام سمموا الهواء وخنَقوا الأنفاس و حاصروا الأحلام علموا الشمس كيفَ تصلي الجِراح وعلموا الوردَ الأجرام وتغتسل بالدماء أرتماساًً عيناكِ يــا عـاصِمَةَ الـتاريخِ مـاذا دهـاكِ * * *
ياعاصِمةَ التاريخِ مُنذُ عُصورٍ أزدَنتِ عِلماً وأدبا عـلـمـتِ الـرِجال أن الـريـاح لا تحـني الشـُهُبـا خلدَتكِ عُيونُ المها وطرزتكِ في صفحاتِها الكُتُبا مــاءُ فُـراتِـكِ العــذبـَةِ غـدَت قـطراتـُهُ سغـَبـا نهارُكِ خاشِعُ الطرف وليلُ الدُجى يلوِحُ مُضطرِبا يا بـُركانـَاً بـلا حِممٍ جَفَ على عينِهِ زيتٌ وانسَكَبا ياقتيلة بلاذنب اين غدا مثواك يــا عـاصِمَةَ الـتاريخِ مـاذا دهـاكِ * * *
أستـفـيـقي يـا بغــْدادٌ وانهـَـضي فـللحـيـاةِ أدوارُ أصـنَـعـي مـلاحِـمَ عِـزٍ فلـيسَ للمـواقــِفِ تـِكرارُ واستعيدي أزمِنةٍ كُنتِ تهدأينَ فيها على عودٍ وقيثارُ أعـلَـمـي أنـكِ باقـيـةٌ وأبـنـائُكِ فــي الأرضِ زوارُ واصــرُخـي بـوجــهِ البُـغـاة فَــفي جُـرحِـكِ نــارُ ياصانِعَةَالأمجادِوالشَهباء ُقدعرفَت ماذاصنعتِ والأقدارُ أخبرينا بلا وجل أهذه قتلانا أم قتلاك يــا عـاصِمَةَ الـتاريخِ مـاذا دهـاكِ * * *
يا عـاصِمةَ العـُروبَةِ مِنكِ انطلَقت ملاحِمُ الخُلود ولا أدري بمجـدِكِ الأفِلِ هل سيأتي يوماً ويعود ياموطِنَ الأُدباء مِنـكَ انطلَقـَت ثورَةُ الشِعرِ تسود يا أُجامَاً وكَم تخرَجَت مِـن حِجـرِكَ ليـوثَاً وأسود ياعاصِـمَةَ الـتاريخ تاريخُكِ قد غدا لحنَ الوجود أنتِ طاهِرَةٌ فـَقد أرتويتِ دَمَا مِن ملايينِ الحُشود أرى وقد جف الموت على ثراكِ يــا عـاصِمَةَ الـتاريخِ مـاذا دهـاكِ * * * يـاعـاصِـمةَ السـيفِ ويا عاصِمةَ البـارودِ و البنادق هـذهِ قـِبابُـكِ الصُفـر أكـبادُ السـماءِ كـُلَ مساءٍ تُعانِق فأينَ زئيرُ المُستبسلين وأينَ جِهادٌ في حياضِ الخنادِق الـغــَربُ تـَعــرِفُ مـن أنتِ وأروقَـــةُ المـشارِق فـأعـناقٌ قلدتَها أوسِمَةُ الخُلود لا تُلَفُ عليها المشانِق شامِخَةٌ جِباهُهم كالنخيل تلوحُ لتُظاهيَ فجركِ الصادق ذا صوتك المأسور في ثغر صداك يــا عـاصِمَةَ الـتاريخِ مـاذا دهـاكِ * * * ياعـاصِمَةَ الـتاريـخِ هـبيْني أن أُقبِِلَ وجـنتـيكِ وأسـقيـنْي مـَطرَاً وحاكـيـنْي بـدمـعِ عيـنْـيكِ سأُرسِلُ على أجنِحةِ السحابِ سنينَ عُمري أليكِ كـي تـبتـَلَ مـِن مـاءِكِ وتـُرابِكِ وعِـطرَ يـديـكِ كي يُصبِحَ للسنْينِ ذِكرى وأصُبَ شوقي عليكِ أعذُريني ياظامِئَةً أن سَكبتُ حِبري على شَفتيكِ أعتاب الخود تسكعت على ضفاف يداكِ يــا عـاصِمَةَ الـتاريخِ مـاذا دهـاكِ * * * يــا عـاصِمَةَ الـتاريـخِ مـاذا دهـــاك فـقـد أبتَلت حُـروفُ الشِعرِ مِن دمــاك تخــافُ أنْ تُـشرِقَ شَـمسٌ فـي سَـماك وتخشى أن تغتال النجوم في أفق علاك وهاهي أوجه الفصول شاحبة في حماكِ وتَعيشُ الحياةُ هائمَةَ على أسلافِ ذكراكِ | |
|